"انزل من برجك العاجي غير الواقعي لا تعش بمستوى اجتماعي لا يتناسب مع إمكانياتك المالية".
بهذا التوجيه ختم المدرب محمد المشعل سلسلة المحاضرات التي قدمها في الإدارة المالية؛ لمستفيدات جمعية العطاء النسائية الأهلية بالقطيف، ضمن البرنامج التأهيلي لمشروع عون.
وكانت المحاضرة الختامية للبرنامج الإداري قد بثت على منصة "زوم" بتنظيم قسم البرامج الاجتماعية في العطاء، مساء أمس الثلاثاء 26 يوليو الجاري.
حذر المشعل خلالها من اتباع السلوكيات المالية الخاطئة التي تؤثر على ثبات القاعدة الاقتصادية في حياة الأفراد والأسر، ما يعرضهم للسقوط إثر أي هزة اقتصادية تتعارض مع هدف الاستقرار المالي الآمن، ومن ذلك الترفيه عن النفس بمستوى لا يتوافق مع الواقع الفعلي لميزانية الفرد، واتباع الماركات العالمية التي يروج لها مشاهير السوشال ميديا، بالإضافة لتراكم الديون أو معالجتها بديون أخرى، مع قلة الوعي المالي بحساب أولويات الإنفاق.
وللتطوير المالي حدد المشعل عدة جوانب مهمة وفق ماحث عليه علماء الاقتصاد والمال لضمان موازنة مالية تتناسب مع الدخل الشهري وأوجه الإنفاق منها: التركيز على المصاريف الثابتة، ومعرفتها مع تقدير الحجم الاستهلاكي للمصاريف، والتقييم المالي على فترات متقاربة.
وأكد أهمية البدء بالعمل على جوانب الاستقرار المالي لاكتشاف الأخطاء المالية بشكل مبكر يسمح له بتفاديها مستقبلاً، وإدراك الخلل مع سبل الإصلاح والموازنة التي يحقق بها أهدافه بعيداً عن أي اضطراب مالي.
ودعا لاكتساب وتطوير مهارة الذكاء المالي بحيث يكون الفرد مطلعاً على أبرز المعايير الاقتصادية التي يبني من خلالها رجال الأعمال الناجحين استثماراتهم وتوفر لهم بيئة مالية مستقرة، كمعرفة خطورة الفائدة المالية المركبة، وخطر معالجة الدين بالدين.
ولأن "التخطيط مقدمة النجاح"
أكد المشعل أهمية وضع تخطيط استثماري متوافق مع إيراد الفرد وإمكانياته، وتعلم وضع أهداف قياسية ذات أثر يسهل تنفيذها، وتطبيقها والاعتماد على ما يترتب عليها من إنجازات تصعد بالمستوى الاقتصادي والمعيشي للفرد وعائلته.
وأشار إلى الخطوات التطويرية الأولى لإدارة مالية ناجحة مبيناً أن تنوع مصادر الدخل، والاستغلال الأحسن له مع الإلمام بقواعد الاستثمار، هي البداية المثلى للوصول إلى مهارات تطوير الذات الاقتصادية والوعي المالي.
وب 6 قواعد مهمة أوضح المشعل صفات المستثمر الناجح مبيناً أن الشخص الناجح في علم نظريات الاقتصاد ومجال الاستثمار هو من لا يضع كل ما يملكه في سلة واحدة على حد تعبيره، إشارة منه لعدم احتكار المال في جانب اسثماري واحد، يعرضه للمجازفة بخسارة المال وخسارة العمل أيضاً.
وألا يلجأ للاقتراض والدفع بالمال المقترض في مجال الأسهم أو الاستثمارات المبهمة غير الواضحة،
لافتاً أن البعد عن التعقيد في الاستثمار، والعمل في استثمارات شفافة وواضحة هو الطريق الأمثل لاستثمار الأموال، هذا عدا الاستثمار على المدى البعيد، وفي مجال يدرك المستثمر إيجابياته وسلبياته ويفهم جوانبه التي بها يرتقي للأفضل.