بين 13 مشاركة من فئة ذوات الإعاقة في برنامج فن صناعة المكرميات ضمن مشروع تميزنا فأبدعنا الذي نظمته جمعية العطاء النسائية الأهلية بالقطيف؛ مثلت المشاركة زهراء الصفار (37 عاماً) أيقونة إنجاز مميزة في المشروع، حيث قدمت نموذجاً حياً للعزم والإرادة رغم صعوبة وضعها الصحي ونوع إعاقتها المختلف عن بقية المشاركات.
فيما كنّ المشاركات من فئة الصم والبكم، كانت الصفار مصابة بالإعاقة البصرية _كفيفة_ وهو ماشكل تحدياً جديداً أمامها وأمام جمعية العطاء ضمن المشروع الذي احتضنها لتعلم مهارة فنية وحرفية جديدة؛ تضاف لمسيرة الفتاة التي فقدت بصرها في عمر 10 سنوات، بعد تدرج في انفصام الشبكية وضعف النظر الذي أدى لفقدانها البصر تماماً وهي في الصف الثالث الابتدائي.
بالنسبة لزهراء كانت المشاركة تحدياً صعباً ولكنها تجربة تستحق المحاولة، وبالفعل فقد أثبتت لنفسها أنها قادرة على صنع التميز مهما كانت الظروف، وأثبتت لمن حولها أنها مبدعة حد الإبهار، وهو مادفعها بطموح وحماس للتخطيط لفتح مشروع خاص تمارس فيه هوايتها الجديدة في صناعة المكرميات وتبتكر فيه أشكالاً جديدة من المنسوجات والأعمال الفنية.
ودعت الشباب من هذه الفئة لعدم الاستسلام والشعور باليأس من الإعاقة بل وجهت رسالة محفزة للنهوض ونفض المشاعر السلبية والنظر بإيجابية وبعزم لكل مجالات الحياة والعمل على تحسين الذات وتطويرها.
ليس هذا الإنجاز الوحيد لابنة بلدة القديح التي تميزت في دراستها رغم توقفها مجبرةً لسنوات منذ خبر فقد البصر ، حيث لم تجد أي مدرسة تستقبلها لاستكمال الدراسة آنذاك.
وذكرت توقفت عن الدراسة مدة 5 سنوات بعد فقد البصر حتى استكمال دراستها الابتدائية بسيهات، هناك أعدت دراسة الصف الأول، وانتقلت منه مباشرة إلى الصف الرابع والصفوف العليا، وأكملت دراستي حتى تخرجت بتميز من الثانوية العامة في حي المحدود بسيهات، وبدأت بعدها العمل عن بعد في كتابة المحتوى الإلكتروني.
ولفتت الصفار أن مشاركتها مع العطاء ساهم في اكتشافها لجوانب مهارية فنية لديها، وذلك بفضل دعم العطاء وتحفيزها لتأهيل الفتيات من ذوات الإعاقة ساهم في رفع مستوى الطموح لدي وتعزيز الثقة بالنفس لفتح مشروع خاص بالمكرميات على أمل النجاح إن شاء الله.
كما ثمنت دور العطاء من خلال برنامج تميزنا فأبدعنا لإتاحة الفرصة لها وتبني مشاركتها ضمن المجموعة المشاركة من ذوات الإعاقة فيما وجهت شكر خاص لمديرة المشروع نائب مجلس الإدارة الأستاذة ميثاق الجنابي التي خاضت غمار التحدي ودعمت مشاركتها بقوة وهو ما دفعها لتقديم أفضل مالديها وإتقان العمل.