9 سنوات منذ انطلاقتها مع جمعية العطاء النسائية، وعزيزة الغانم تحصد نجاحاً تلو الآخر في عالم صناعة الأجبان الطبيعية بشهادة الكثيرين ممن تابعوا وعرفوا نشاطها المتميز على المستوى العملي وحتى الخيري، حيث سجلت مسيرتها إشادات متنوعة من شخصيات متعددة، آخرها ما توقعه محافظ القطيف إبراهيم آل خريف أثناء لقائه بها في مارس الماضي، بأن يكون مشروعها ومزرعتها مزاراً سياحياً في القطيف؛ نظراً للتقدم الملحوظ في الإنتاج ومستوى العمل الذي قدمته للمجتمع، هذا عدا اللفتة الكريمة والإنسانية منها بأن يعود ريع مبيعات هذا المشروع لصالح الجمعيات الخيرية في المنطقة.
هذا الموجز لمسيرة الغانم في ريادة العمل التجاري والتطوعي، جعل منها أيقونة ملهمة للطموح الناعم، وهو ما تسعى العطاء لنشره وإثارته بين سيدات القطيف من خلال برنامج تجارب نسائية مميزة "ملهمات" الذي قدمته الإعلامية الأستاذة باسمة الغريافي، عبر منصة العطاء في بث مباشر عبر تطبيق الإنستغرام مساء أمس الأربعاء، وشهد حضوراً قارب ال 400 مشاهدة.
تحدثت خلاله عزيزة الغانم عن بداياتها ضمن الأسر المنتجة المشاركة في معرض "مشروعي" الذي أقامته جمعية العطاء في رمضان 2014م، إذ قدمت خلاله عدداً من المنتجات الطبيعية للأجبان التي صنعتها في منزلها، قبل أن تتقدم أكثر بشرائها لمزرعة تضم عدداً من المواشي، استخدمتها خصيصاً لتنمية هذا المشروع الواعد.
وذكرت: حقق المشروع نجاحاً لافتاً في غضون 3 أيام من المشاركة في مهرجان العطاء، ولكنها انتهت بحماس أكبر للاستمرار، و باختيار لوغو المشروع الذي أطلقت عليه إسم "لزيزة أورجانيك" قبل أن أتابع بشغف للتقدم في هذا المشروع الذي حظي خلال السنوات السابقة بدعم كبير من عائلتي والمجتمع القطيفي، فهم السند الحقيقي منذ بدايتي إلى أن تدرج هذا العمل و أصبح على ما هو عليه الآن.
ولفتت أن هذا المشروع يحمل رسالتها للمجتمع والوطن.
وقالت: الرسالة الحقيقية لهذا المشروع هي أن الاجتهاد والعمل الدؤوب لتحقيق النجاح، سيثمر خيراً بقدر الجهد والعمل، ولكنه سيبقى ذا أثر إذا كان لأوجه الخير منه نصيب، من هنا كانت الفكرة في أن يكون ريع المبيعات من مشروع الأجبان دعماً لبرامج وخدمات الجمعيات الخيرية التي تعتبر شريكاً حيوياً فاعلاً للمؤسسات الحكومية بالمساهمة في تنمية المجتمعات، وتطوير أفراده، إشارةً منها أن "خيركم خيركم لأهله".
ونوهت: يؤرقني استمرارية هذا العطاء، لذلك أسعى بجهد لضمان استمراريته بي وبدوني.
وأعربت عن سعادتها بالتفاعل الكبير من الجمهور، وما حققه المشروع من مستهدفات أبرزها تغيير نمط الحياة الغذائي لنمط أكثر صحة، وهو ماشجعها على صناعة تشكيلة متنوعة من الأجبان، بالإضافة إلى بعض البسكويتات الخاصة بالحمية والصلصات المختلفة التي تتوافق مع ما تقدمه من منتجات، من خلال استخدام كل ما هو عضوي وطبيعي في عناصر ومكونات المنتج.
وعن تأخر صناعة الأجبان في القطيف أجابت: ليس هنالك سبب محدد بقدر ما هي مجموعة من الأسباب الصغيرة التي اجتمعت؛ لتسبب صعوبات يمكن تجاوزها عند توفير المطلوب وإتاحة المجال لهذه الصناعة للانتشار بشكل أوسع.
وتابعت القول: قد يكون للظروف المناخية والبيئية دورها في طرق الحفظ والتجبين، وأيضا توفر بعض المواد الخام أو العناصر التي تسهم في نجاح هذه الصناعة بما في ذلك "المنفحة" وهي مادة مساعدة لصناعة الأجبان وتخثره، هذا عدا الأوعية المخصصة لذلك.
وتحت عنوان "الوفرة أم الاختراع" بدلاً عن المثل الدارج "الحاجة أم الاختراع"
قالت الغانم: وفرة النخيل في محافظة القطيف، كان عاملاً مهماً لصناعة العديد من المنتجات التي تعود في أصل تركيبتها للنخلة وماتقدمه من خيرات، من ذلك كان اختراعي المبتكر لمخلل الرطب وهو منتج لقي رواجاً جيداً على أكثر من مستوى، ما أضفى لمجموعة الإنتاج التي نقدمها بصمة خاصة بنا ولله الحمد.